مهارات القرن الحادي والعشرين ودمجها في المناهج العربية

جدول المحتويات:

    الطالب اللي يدخل اليوم صف أول ابتدائي في أي بلد عربي راح يتخرج من الجامعة بعد حوالي خمسة عشر سنة وهذا معناه إنه داخل عالم مجهول تمامًا لأن كل شيء يتغير بسرعة الوظائف التكنولوجيا طريقة التفكير حتى التواصل بين البشر.

    مع هالتغيرات السريعة صارت المناهج القديمة وكأنها كتاب من زمن ثاني تشرح فيه أشياء موجودة في الماضي وتطلب من الطالب يستعد لمستقبل ما له علاقة بالمحتوى.

    مهارات القرن الحادي والعشرين صارت حديث الكل لكنها للي ما يعرف معناها تشمل أشياء مثل التفكير النقدي التعاون الإبداع المهارات الرقمية المرونة والقدرة على حل المشكلات. هذه المهارات تعتبر أساسية لأي شخص بيعيش في عصر الذكاء الاصطناعي وسرعة المعلومات.

    لكن السؤال الصعب هل هذه المهارات موجودة فعلا في المناهج العربية الحالية ولا بس يتم ذكرها في أوراق السياسات والندوات والمؤتمرات؟

    الجواب واقعي شوي وفيه سر غريب كثير من المدارس تدعي أنها تدمج هذه المهارات لكنها في الواقع لا تملك أدوات حقيقية لذلك. يغيرون عنوان الدرس أو شكل النشاط لكن يبقى عقل الطالب مربوط بالحفظ والتلقين.

    فيه تجارب حلوة في بعض الدول بس تظل فردية أو محدودة وما تمثل نظام كامل يتبنى هالتحول بشكل جاد ومستمر.

    مهارات تنمو خارج أسوار المدرسة

    الشي اللي قليل يتم الاعتراف فيه هو إن كثير من مهارات القرن الحادي والعشرين ما تتعلم داخل الصف التقليدي. الطالب يتعلم الإبداع وهو يصمم مشروع على الإنترنت ويتعلم التعاون من خلال لعبة جماعية على التابلت ويتعلم التفكير النقدي لما يناقش فيديو على يوتيوب مو لما يجاوب على أسئلة نهاية الوحدة.

    المفارقة هنا إن المدرسة تحاول أحيانا تكبح هذه المهارات من غير قصد لما تمنع الطالب من استخدام الأجهزة أو ترفض أي سؤال خارج المقرر أو تعتبر التعاون في الامتحان نوع من الغش.

    فيه سر غريب ثاني وهو إن بعض أفضل الطلاب في المهارات الحديثة هم اللي يوصفهم المعلمون بالمشاغبين لأنهم يسألون كثير أو يحبون النقاش أو يغيرون طريقة الحل. هذا النوع من الطلاب قد لا يحصل على أعلى الدرجات لكنه فعليا هو مستقبل العالم.

    لو نظرنا للمناهج العربية نلاقي إنها أحيانا تذكر أهمية المهارات لكن ما توفر آليات واضحة لقياسها أو تنميتها. المعلم يطلب من الطالب يكون مبدع بس يعطيه نموذج واحد للحل. يطلب منه يحل مشكلة لكنه يعاقبه إذا ما استخدم الطريقة المكتوبة في الكتاب.

    ومع ذلك بدأت بعض المدارس القليلة تدخل مشاريع بحثية وورش عمل وأنشطة تشاركية وهذه خطوات مهمة لكنها تحتاج دعم أكبر وتدريب مكثف للمعلمين.

    بين المطرقة والمستقبل

    ما نقدر نلوم المعلم في كل شيء لأنه واقع بين ضغوطات كثيرة: منهج طويل، زمن حصة قصير، عدد طلاب كبير، ومتطلبات إدارية ما تخلص.

    أغلب المعلمين ما تعلموا كيف يدرسون مهارات القرن الحادي والعشرين لأنهم أساسا تخرجوا من جامعات ما كانت تعتبر هذه المهارات جزء من تكوين المعلم.

    هنا يجي السر الثالث وهو إن بعض المعلمين المبدعين يضطرون يستخدمون طرق حديثة بشكل سري عشان ما ينقال إنهم خرجوا عن إطار المنهج. يشتغل على مشروع مع طلابه خارج وقت الحصة، يفتح نقاشات حرة، يطلب منهم يعملوا عروض تقديمية، بس كل هذا في الخفاء.

    المعلم إذا حصل تدريب حقيقي ودعم إداري وفني يقدر يصنع فرق ضخم ويحول الصف إلى مساحة تفكير مو بس تلقين. لكن هذا يحتاج قرار شجاع من الجهات التعليمية.

    المفروض نبدأ من تدريب المعلم قبل حتى تطوير المنهج لأن المعلم هو البوابة الحقيقية لتوصيل المهارات الجديدة للطلاب.

    وفيه تجربة مثيرة في بعض المدارس الخليجية حيث تم إدخال مفهوم الفصل المقلوب: الطالب يذاكر المحتوى في البيت ويجي للمدرسة يناقش ويطبق. هنا صار المعلم مرشد والطالب محور العملية التعليمية.

    منهج عربي بطابع عالمي

    واحدة من النقاط الحساسة في هذا الموضوع هي فكرة إن المهارات العالمية لازم تكون مرتبطة بالهوية المحلية. لأن ما ينفع ننسخ مناهج أجنبية ونحطها كما هي. لازم يتم تكييف المهارات مع ثقافتنا وقيمنا ومجتمعنا.

    يعني لما نعلم الطالب كيف يعبر عن رأيه لازم نعلمه كمان كيف يحترم رأي غيره. لما نطلب منه يكون مرن لازم يفهم الفرق بين المرونة والتنازل عن المبادئ.

    المنهج العربي يقدر يكون حديث بدون ما يتخلى عن أصالته. وهذا التوازن هو اللي يخلق جيل يعرف يتعامل مع العالم بدون ما يضيع هويته.

    فيه سر رابع غريب إن بعض المدارس العربية الخاصة اللي تدرس مناهج أجنبية بدأت ترجع تدمج بعض القيم العربية لأنها لاحظت فقدان الطلاب للإحساس بالانتماء.

    يعني الاتجاه بدأ يعكس نفسه وصارت بعض المدارس الأجنبية تدمج عناصر من المناهج العربية في برامجها من باب التوازن بين المهارات والعاطفة والانتماء.

    التعليم في النهاية ما هو بس مهارات ذهنية. هو بناء شخصية كاملة عندها عقل وقلب وجذور.

    المستقبل يبدأ من السؤال

    أهم مهارة من مهارات القرن الحادي والعشرين هي القدرة على طرح الأسئلة مو بس حفظ الأجوبة. الطالب اللي يعرف يسأل هو الطالب اللي راح يقدر يفهم العالم ويغيره.

    وهنا يجي السر الأخير في هذا المقال: كثير من المدارس العربية تعاقب السؤال وتكافئ الصمت. الطالب اللي يجاوب بدون ما يسأل يعتبر ممتاز، واللي يسأل كثير يعتبر مزعج.

    هذا المفهوم لازم يتغير بالكامل. إذا كنا فعلا نريد تعليم حقيقي لازم نشجع الطلاب على التساؤل حتى لو ما كانت عندنا إجابة.

    المناهج العربية اليوم عندها فرصة ذهبية إنها تعيد تعريف نفسها في ضوء المهارات الجديدة. لو بدأنا نغير نظرتنا للتعليم من كم تحفظ إلى كيف تفكر، من كم تجاوب إلى كيف تسأل، من كم تكتب إلى ماذا تصنع.

    المهارات الحقيقية ما تقاس بدرجات، لكن تظهر في المواقف، في طريقة حل المشكلة، في العمل الجماعي، في الصبر عند الفشل، وفي الجرأة على المحاولة من جديد.

    إذا قدرنا نوصل لهذا المستوى، راح نكون فعلا زرعنا تعليم يصنع إنسان مستعد لزمن ما نعرف ملامحه، لكن نعرف إنه راح يكون مختلف تماما.

    مواضيع من تصنيفات مختارة

    التعليقات

    لا توجد تعليقات

    `

    المناهج

    الملخصات

    الاختبارات